لربما تقل حالات الإنتحار بين الفنانين والمشاهير اللبنانيين والعرب مقارنة بالحالات التي تحدث في الغرب ، ولكن هذه ابرز حالات الإنتحار بين الفنانيين اللبنانيين:
الياس رزق.
. وعلاقة انتحاره باغتيال بشير الجميل....
عام 1982 أقدم الممثل الياس رزق على قتل نفسه برصاصةٍ داخل غرفة نومه. حادثة انتحار رزق أتت بعد 3 أيّامٍ فقط من اغتيال الرئيس بشير الجميّل، أي في 17 أيلول 1982، الأمر الذي دفع الصحافة المحليّة إلى ربط حادثة الإنتحار بالإغتيال، لا سيّما وأنّ رزق كان من محبّي الجميّل. ولكن عائلة رزق لم تعطِ حتّى اليوم السبب الرئيسي للانتحار، فالبعض يقول إنّ رزق غرق في ديونٍ كثيرة والبعض الآخر عزا السّبب إلى مقتل الجميّل.
ويذكر أنّ رزق شارك في عددٍ من الأعمال المهمّة كفيلم "بياع الخواتم" و"سفر برلك" و"بنت الحارس" بطولة فيروز، كذلك شارك في أهم مسرحيات صباح والرحابنة بأدوارٍ مهمّة جداً، وبرز بشكلٍ لافت في المسلسل اللّبناني الكوميدي "الدنيا هيك" الذي لا يزال حتى اليوم يُعاد عرضه.
"كيغام" والحرب الأهلية اللبنانية
أثناء الحرب اللبنانيّة الأهلية (1975 -1990)، سافر الممثّل والراقص اللّبناني المعروف "كيغام" إلى القاهرة في العام 1983 هرباً من الحرب وأقام داخل فندق "الشيراتون" لفترةٍ طويلة كان خلالها يشارك في الأفلام المصريّة وبعض المسرحيّات. وفي شهر كانون الثاني من العام 1985، تلقّى إتصالاً من بيروت يخبره بأنّ عمارته التي دفع فيها جنى عمره في منطقة الروشة طالتها صواريخ القصف العشوائي وإنهارت بالكامل، فما لبث أن أقفل الهاتف ليصاب فوراً بحالةٍ هستيريّة أفقدته صوابه، فصعد إلى سطح الفندق ورمى بنفسه ليلقى حتفه فوراً بعد 25 سنة من التمثيل وفي أهم الأفلام العربية إلى جانب مشاركته كقائد فرقة رقص في مسرحيات صباح والرحابنة وله أهم الحفلات على مدرّجات بعلبك ولمع اسمه في الأفلام المصريّة واللبنانيّة والسوريّة المشتركة.
داني بسترس وعدة محاولات انتحار
في العام 1998 وليلة عيد الميلاد تحديداً، ضجّ الوسط الإعلامي والفنّي اللّبناني بخبر إنتحار الراقصة داني بسترس داخل شقّتها في منطقة أدما. وقد حاولت بسترس الإنتحار سابقا مرّتيْن: المرة الأولى كانت في العام 1990 حين غرق وحيدها جورج أمام عينيْها في المنتجع الذي تمتلك فيه "شاليه" بمنطقة جونيه، حيث حاولت النزول إلى البركة لإنقاذه، لكنّها فشلت فدخلت في صدمةٍ أبقتها سنة كاملة بعيدة عن الناس في تلك الفترة، وقد فشلت محاولتها بالإنتحار بعدما أنقذتها خادمتها في اللّحظة الأخيرة.
في المرة الثانية، لم تنجح أيضا محاولتها حين أقدمت على تناول الحبوب المنوِّمة داخل غرفتها وكانت برفقة مجموعةٍ من الأصدقاء ، وحين غادر الجميع، بقيت إحدى الصديقات المقرّبات منها كونها شعرت بأنّ حالتها النفسيّة ليست على ما يرام. وقد حاولت داني في تلك اللّيلة قتل نفسها، لكنّ صديقتها إستطاعت نقلها إلى المستشفى قبل فوات الأوان.
المرة الثالثة كانت الحاسمة، ليلة عيد الميلاد وبينما كانت تسهر مع حبيبها السعودي الذي يصغرها بسنواتٍ، وقعت مشادَّة كلاميّة بينهما، وكان في وقتٍ سابق قد اعتدى عليها بالضرب وقدّمت بلاغاً ضدّه في أحد مخافر بيروت ثمّ عادت لاحقاً لتسحب الدعوى.
بعد سهرة شجارٍ حامية، دخلت إلى غرفتها مقفلةً الباب وكتبت وصيّتها ، وأشارت إلى أنّها إنتحرت بسبب حبيبها وأطلقت بعدها النار على رأسها.